الأكاديمية البحرية بمنزل بورقيبة..تكوين بمواصفات عالمية

الأكاديمية البحرية بمنزل بورقيبة.. هنا يتمّ إعداد قيادات المستقبل في جيش البحر. في هذه المؤسسة التي تأسست في أواخر سبعينيات القرن الماضي تحت اسم المعهد الأعلى البحري قبل  أن تصبح ''الأكاديمية البحرية'' في سنة 1984، يتلقى التلامذة تكوينا نظريا وتطبيقيا على امتداد 5 سنوات تنتهي بالحصول على شهادة  مهندس بثلاثة اختصاصات وهي "قيادة سفن وأنظمة بحرية" و "طاقة وتقنيات بحرية" و"هندسة إعلامية" برتبة ضابط.

التكوين والتقنيات المعتمدة في الأكاديمية البحرية  مطابقة للمواصفات العالمية في مجال البحرية (STCW) مما يؤهّل خريجيها للعمل في مختلف موانئ العالم. 

ويشار إلى أنّ الأكاديمية البحرية بمنزل بورقيبة هي أوّل مؤسسة تعليم عالي في تونس التي تتحصّل على منظومة الجودة Iso 9001، سنة 2005.

وفي نوفمبر 2023 تحصّلت على  شهادة المواصفات في الجودة وذلك بعد تدقيق خارجي عن طريق شركة DNV  النرويجية (Det Norske Veritas).

وتطمح الأكاديمية البحرية إلى الحصول على شهادة 21001 الخاصة بالمؤسسات التعليمية.

وأوضح آمر الأكاديمية العميد بشير المنوبي في تصريحات للصحفيين خلال زيارة نظّمتها وزارة الدفاع الوطني لفائدة ممثلي الصحافة الوطنية،  أنّ كل" الجهود موجّهة من أجل المحافظة على هذا المستوى المتميّز ومزيد الإرتقاء به من أجل أن تكون الأكاديمية مركزا إقليميا للتكوين في البحرية.

مركز إقليمي للتكوين

وفي هذا السياق أعلن العميد البشير المنوبي عن مشروع لتوسعة الأكاديمية سينطلق في سنة 2027، لمضاعفة طاقة استيعابها، وبلوغ 150 تلميذا أجنبيا عوضا عن 50 تلميذا حاليا.

وستقوم الأكاديمية بتركيز محاكي جديد للملاحة البحرية سينضاف إلى المحاكي الحالي المعتمد والذي يضمّ قاعدة بيانات لعشر مناطق ملاحية.

كما تضمّ الأكاديمية البحرية بمنزل بورقيبة مختبرا للبحث والتطوير في مجال الملاحة البحرية، يشرف عليه إطارات بالأكاديمية. وقد تسنى لنا التعرّف عن قرب عن بعض نماذج من المشاريع التي تمّ تطويرها صلب هذا المختبر. 

وبالإضافة إلى ذلك قامت الأكاديمية بإقتناء أدوات تدريس حديثة سيتم تركيزها قريبا، لمزيد من رفع كفاءة التلامذة ومجاراة تطوّر الملاحة البحرية في العالم حفاظا على المستوى المتميّز لخريجي الأكاديمية.

وإلى جانب تكوين التلامذة الضباط لفائدة جيش البحر، تؤمن الأكاديمية البحرية بمنزل بورقيبة التكوين لفائدة وزارة النقل (البحرية التجارية) ولوزارة  الداخلية (الحرس البحري)، ووزارة المالية (ضباط الديوانة).

وتمّ في سنة 1999 بعث ماجستير مهني في علوم البحر لفائدة جميع الوزارات وكل الهياكل التي لها علاقة بمجال البحر ، ومنها وزارات  الداخلية  والمالية  والفلاحة إضافة إلى القضاة.

وتستعد الأكاديمية للإحتفال بتخرّج الدفعة السابعة في هذا الإختصاص.

مركز التكوين والتدريب في السلامة البحرية

وتضمّ الأكاديمية مركزا التكوين والتدريب في السلامة البحرية والذي تمّ بعثه في 1992. 

وعند إحداثه كان المركز  يقوم بالتكوين أساسا في مجال الحرائق وتسرّب المياه، وقد حضرنا تمرينا في هذا الخصوص وعاينا مختلف التجهيزات المستخدمة وهي من أحدث التجهيزات على المستوى الدولي. 

وفي سنة 1994، تزامنا مع  انضمام تونس للاتفاقية الدولية لمعايير التدريب والإجازة والخفارة لرجال البحر تغيّرت تسميته من مركز مكافحة الحرائق إلى مركز التدريب والتكوين في السلامة البحرية.

 ويقدم المركز تربّصات في مجال 12 مجالا توافق التربصات المنصوص عليها في الاتفاقية.  ويمنح شهائد عالمية في مجال التكوين الأساسي في السلامة البحرية وفي التكوين المتقدم في مكافحة الحرائق إلى جانب الإسعافات الأولية وكيفية التطابق والإغاثة في مجال البحر

وأوضح العقيد سامي جمعة أنّ هذه الشهائد  واجبة على كل من يعمل على البواخر، وتدوم فترة صلوحيتها  5 سنوات، ويتمّ تجديدها بعد القيام  برسكلة في المركز  في المجالات المعني بها المتربّص.

عمل صحفي: شكري اللّجمي
تصوير ومونتاج: إيهاب الفرشيشي